الØمد لله رب العالمين!
كان المسلمون أمة واØدة، وكان رسول الله بينهم يجمعهم ويØÙظهم من التÙرّق، وأكد مرارا أهميّة الجماعة والالتÙا٠Øولها، ÙˆØذر كثيرا من الاختلا٠والتشرذم والتØزّب. أنشأ النبي نظاما اشتراكيّا برلمانيّا (مجلس شورى)ØŒ رئاسيّا يعتمد على أغلبية الآراء ÙÙŠ اتخاذ القرارات. وجعل الإسلام للإمام (الأمير، الرئيس)ØŒ خصوصية تغليب رأي على آخر مع إلزام الجماعة به، ما دام لا ÙŠØÙ„ Øراما أو ÙŠØرم Øلالا، أي لا يخال٠القواعد الدستوريّة والقيم الأخلاقيّة العليا. ويمكن القول إنه لم توجد ÙÙŠ المجتمع الإسلامي Ø£Øزاب بمÙهومها الغربي الØديث، بل تسلسل هرمي مرن يتّÙÙ‚ على المبادئ الأساسية، ÙˆÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ Ùˆ يعتمد رأي الأغلبية؛ Ùإذا تØقق Ù†Ø¬Ø§Ø Ù†Ø³Ø¨ للكل، وإذا وقع إخÙاق ÙÙŠ أمر ما لم يأس عليه، ونهض سريعا وتجاوز الأزمة؛ Ùما إن قضى رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- Øتى بدت بوادر الÙتنة، ومن أهم أسبابها:
1) Øب السلطة والرئاسة والاØتيال للوصول إليها.
2) عدم التوزيع الجيد للسلطات والمسؤوليات بين المستويات القيادية وتعظيم سلطة الإمام وتقديسه Ø£Øيانا.
3) Øياة التر٠والبذخ التي كان يعيشها الØكام وأعوانهم، على خلا٠ما كان عليه رسول الله والخلÙاء الراشدون، وعلى خلا٠ما أوصى به النبي الØكام، مما أغرى الكثيرين بالطمع ÙÙŠ السلطة، على غير ما كان عليه رسول الله وصØبه الأوائل.
4) توريث السلطة وصعوبة انتقالها وتداولها بين الأكÙاء. وانتقل هذا الوباء من الجماعات السياسية إلى الجماعات العلميّة والÙقهيّة، مما أشاع لدى العلماء Ùضلا عن الأمراء، الرغبة ÙÙŠ الاستقلال بدويلات أو إنشاء جماعات، Ù„ÙŠØµØ¨Ø ÙƒÙ„ قائد جماعة أمير دويلة، وكل أستاذ شيخ طائÙØ© أو مدرسة!
وبمرور الأيام والاØتكاك بالثقاÙات المختلÙØ© ÙÙŠ العالم واكتساب الخبرات، عر٠بعضهم أهمية تنوع الأÙكار والمدارس السياسية ( الأØزاب). ويمكن أن يكون بالدولة الإسلامية Ø£Øزاب، لكن بشروط، أهمها:
1) عدم اعتقاد أي Ùرد أو جماعة أو مدرسة Ùكرية أو Øزب، امتلاك الصواب المطلق؛ Ùهو لله ÙˆØده، ورأيه ورأي غيره مجرد اجتهاد ÙŠØتمل الصواب والخطأ.
2) عدم إلزام Ø£Ùراد الØزب تبني آراء الØزب، Ùˆ ØªØªØ§Ø Ù„Ù‡Ù… Ùرصة التعبير عن رأيهم بغير اعتبار ذلك خروجا عن الØزب أو الجماعة.
3) طاعة الØاكم ÙÙŠ أي قرار يتخذه ولو خال٠رأي الØزب، وعدم الخروج عليه ما لم يخال٠معلومًا من الدين بالضرورة، مع تعظيم سيادة الدولة وإعلائها Ùوق الجماعات والأØزاب.
4) Ø´Ø±Ø Ø£Ùكار الØزب للأÙراد والأØزاب الأخرى بتهذيب، والتØاور رغبة ÙÙŠ الوصول للØÙ‚.
5) تألي٠قلب الطر٠صاØب الرأي المخطئ، واØترام Ù…Øاولته واجتهاده ÙÙŠ الوصول للØÙ‚ØŒ والعمل على نشر المØبة والسلام بين جميع Ø£Ùراد المجتمع.
6) تعظيم الدور الاجتماعي المØلي للØزب، ومØاولة ظهور Ø£Ùراده بأنهم قدوة صالØØ© لباقي Ø£Ùراد المجتمع.
Ùˆ لابد لنا أن نعر٠أن الأØزاب Ùˆ الجمعيات السياسية والمدارس الÙكرية الموجودة ÙÙŠ الغرب بشكلها الØالي، إنما هي نتيجة لعوامل، أهمّها:
1) لم يتوÙر لدي الغرب منهج Ùكري متكامل وعميق الأثر ÙÙŠ Ù†Ùس الÙرد وسلوك الجماعات، كالثقاÙØ© والمنهج الإسلامي الذي ÙŠØقق الرقي والسلام الاجتماعي.
2) طغيان الØكام وسيادة مبدأ السطو والاستئثار والهيمنة بين الأÙراد (العوام Ùˆ الخواص)ØŒ مما نزع ثقة الأÙراد بأنÙسهم وبمجتمعهم، وجعلهم ÙÙŠ Øالة تØÙز دائم؛ Ùظهر التØزّب والتناÙر.
وبقراءة متأنية للتاريخ السياسي المصري، نجد أن النظام السياسي المصري الأمثل والمتكرر عبر تاريخها الألÙÙŠØŒ هو نظام بيروقراطي هرمي عسكري، تزاوجت Ùيه سلطة الدولة وسلطة المجتمع، ونجد أن انتماء الموظÙين العمومييّن المعيّنين أو المنتخبين إلى أي Øزب أو جماعه ذات طابع أو نشاط سياسي، يخل بالضرورة بانتمائهم للوطن، ويجعل انتماءهم للØزب أو الجماعة Øائلا يمنعهم من العمل بإخلاص لرÙعة الوطن، كما يجعلهم يكرسون جهودهم ومراكزهم والسلطات الممنوØØ© لهم بØكم هذه الوظائÙØŒ لتدعيم وتقوية الØزب أو الجماعة على Øساب الدولة؛ لذا قد يكون من الأÙضل خلق نموذج مصري Øتى لو اختل٠كثيرا أو قليلا عن النمط الغربي ÙÙŠ الØكم والعمل السياسي.
Ø£Ù‚ØªØ±Ø Ø¥Ù†Ø´Ø§Ø¡ هيئة عامة خارج سلطة الØكومة، تكون مسؤولة عن إعداد القادة وتØقيق التنمية العلمية القانونية والسياسية والإدارية لمنتسبيها، تنتشر Ùروعها ÙÙŠ كل المدن Øزبًا مركزيًّا ومعهدًا تعليميًّا. ويمكن أن تنشئ هذه الهيئة برلمانًا ÙˆØكومة موازية لتدريب السياسيين المبتدئين على مهام الØكم قبل توليه Ùعلا، وتنتخب القيادات الرئيسية والÙرعية لهذه الهيئة من خلال الأعضاء دون تمييز، ويمكن أن يكون لها ÙÙŠ الميزانية مخصص مالي. ØÙظ الله مصر والمصريين!